أكبر "بنك معلومات تجسسي".. كشف هوية مديري "الإدارة 40" في استخبارات الحرس الثوري الإيراني

أظهرت تحقيقات "إيران إنترناشيونال" أن وحدة مكافحة التجسس في منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني قد أنشأت إدارة جديدة تُعرف باسم "الإدارة 40"، لتشكيل شبكة واسعة تُعنى بمراقبة أنشطة وعلاقات المواطنين الإيرانيين وغير الإيرانيين من خلال سرقة بياناتهم. 

 ونجحت هذه المجموعة في اختراق قواعد بيانات مراكز حكومية وغير حكومية أجنبية، من بينها شرطة أبو ظبي والفجيرة في الإمارات، وطيران "فلاي دبي"، وشركة الخطوط الجوية المصرية "مصر للطيران"، وبلدية الرصيفة في الأردن.

وهذه هي المرة الأولى، التي يُكشف فيها عن هوية وبنية هذه الوحدة؛ حيث إن معرفة "الإدارة 40" تمثل الحلقة المفقودة في فهم طريقة عمل منظمة استخبارات الحرس الثوري في التجسس على المواطنين الإيرانيين وغير الإيرانيين.

وأعدت "الإدارة 40"، التي تعمل تنظيميًا تحت وحدة مكافحة التجسس في الحرس المعروفة بـ "الوحدة 1500"، بنكًا معلوماتيًا يستطيع العملاء من خلاله إدخال اسم أي شخص الوصول إلى مدى وعمق علاقاته.

ويُطلق على هذا البنك المعلوماتي "التجسسي" ورصد المواطنين اسم "كاشف"، وقد اطلعت "إيران إنترناشيونال" على وثائقه وآلية عمله.

وعلى سبيل المثال، يستطيع "كاشف"، من خلال الحصول على بيانات شخص إيراني أو غير إيراني، وعبر سجلات المكالمات الهاتفية التفصيلية، أو رحلاته الجوية، أو معلومات المواقع التي حضر فيها، التعريف بالأشخاص الآخرين المرتبطين بذلك الشخص.

وأظهر فحص هوية نحو 60 عميلاً في "الإدارة 40" أن كثيرًا منهم وظّفوا أفراد عائلاتهم في تلك الإدارة، وأخفوا أنشطتهم من خلال إنشاء عدة طبقات من الشركات الواجهة. وبعض الموظفين لديهم ملفات تتعلق بإساءة استغلال المنصب.

وتم توفير المعلومات اللازمة لعمليات الحرس الثوري خارج الحدود، ضد معارضي النظام الإيراني، ومنها عملية "إسطنبول 2022" ضد أهداف إسرائيلية، من قِبل وحدات فرعية تابعة لهذه الإدارة. 

وتُظهر تقارير الأداء السنوية وخطط الأنشطة المستقبلية لهذه المجموعة أنها وسّعت مجالات نشاطها من خلال سرقة بيانات سياسيين من دول أخرى، كانوا يسعون إلى "تجنيدهم كمصادر". كما قام عملاؤها بالتجسس على سفارات الدول الأجنبية في إيران، على نطاق واسع. وكانوا يستخدمون أدوات روسية الصنع لأغراضهم.

وحتى الآن، كان يُعتقد أن عمليات "الإدارة 40"، المعروفة في المجتمع الاستخباراتي باسم "Charming Kitten"، تقتصر على أنشطة الاحتيال الإلكتروني (فيشينغ).

وفي السابق، تمكنت العديد من شركات الأمن السيبراني من تحديد أنشطة هذه المجموعة في دول الجوار الإيراني، وأهداف أخرى في إسرائيل وأوروبا، من خلال تتبع الأدوات السيبرانية، التي طورتها هذه الوحدة، لكنها لم تكن تعرف من يقف وراء هذه الأنشطة.

وتُظهر تحقيقات "إيران إنترناشيونال" أن هذه المجموعة توفر السيطرة المعلوماتية لمنظمة استخبارات الحرس الثوري على المواطنين الإيرانيين والتجسس على غير الإيرانيين أيضًا.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت "الإدارة 40" تقف خلف الكواليس في إعلانات التوظيف المزيّفة لـ "جواسيس إسرائيل"، وقنوات "تلغرام"، التي تنظّم احتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين في إسطنبول، وعدد كبير من الحالات الأخرى.

كيف يعمل "كاشف"؟

من أبرز أنشطة "الإدارة 40" إنشاء وتطوير منصة "كاشف". الفيديو الذي يُنشر لأول مرة يتعلق بتقديم سري للنسخة الثالثة من المنصة، والتي أصبحت نشطة في يونيو (حزيران) 2022.

وفي القسم المتعلق بإيران، يحتوي "كاشف" على بيانات المواطنين الإيرانيين، مثل أرقام الهواتف، والاتصالات بين الأشخاص عبر الهاتف والرسائل النصية وشبكات التواصل الاجتماعي، وعنوان المنزل والشركة وحركة الأفراد.

وقامت "الإدارة 40" بتعميم هذه المعلومات على المواطنين غير الإيرانيين أيضًا. وقال خبير أمني أجرى أبحاثًا على منصة "كاشف"، في حديث لـ "إيران إنترناشيونال": "إن قواعد البيانات التي يتم الحصول عليها من خلال الهجمات السيبرانية (من قِبل مجموعات القرصنة التابعة للإدارة 40) تُنقل إلى هذا النظام حتى يتمكن موظفو الإدارة 40 من تتبع ودمج المعلومات المتعلقة بالأهداف المختارة".

وقال هذا المصدر المطلع بشأن الهدف النهائي من إنشاء هذه المنصة: "هذا النظام يتيح للوحدة بناء ملفات استخباراتية لتنفيذ هجمات فيزيائية ضد هذه الأهداف. إنه تطبيق سيبراني بغرض تنفيذ أنشطة إرهابية".

وأوضحت تحقيقات "إيران إنترناشيونال" أن الإيرانيين مزدوجي الجنسية وموظفي السفارات وأفراد الشركات المرتبطة بالخارج والصحافيين مدرجون بدقة في نظام "كاشف"، كما أن الأماكن الحساسة، مثل سفارات الدول الأجنبية داخل إيران، وسفارات طهران في الدول الأجنبية والمراكز الحكومية، مثل وزارة الخارجية ووزارتي العلوم والإرشاد، مدرجة فيه أيضًا.

ويحاول هذا النظام، من خلال تتبع هؤلاء الأفراد، اكتشاف علاقاتهم ببعضهم البعض وعلاقاتهم بالأماكن الحساسة. فعلى سبيل المثال، إذا أصبح رقما هاتف نشطين في نقطة واحدة، فإن النظام يُبلغ ضباط استخبارات الحرس الثوري بذلك. وقد تمكن قراصنة تابعون للنظام الإيراني من إضافة معلومات الأشخاص غير الإيرانيين إلى هذا النظام أيضًا.

ولسنوات طويلة، كان على الإيرانيين مزدوجي الجنسية عند السفر إلى إيران ملء استمارات، وكان يتعين عليهم كتابة أسماء مستخدمي حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي وبريدهم الإلكتروني، في هذه الاستمارات. ومع الكشف عن نظام "كاشف"، أصبح الآن واضحًا أين تُستخدم هذه المعلومات.

واطلعت "إيران إنترناشيونال" على تقارير داخلية سرية خاصية بـ "الإدارة 40" أظهرت أن وحدات هذه المجموعة اخترقت قواعد بيانات مراكز حكومية وغير حكومية، مثل شرطة أبو ظبي والفجيرة في الإمارات، وطيران فلاي دبي، وشركة الخطوط الجوية المصرية "مصر للطيران"، وشركة سوكار القابضة للطاقة في أذربيجان، وبلدية الرصيفة في الأردن وغيرها، وجمعت معلومات مواطنيها.

وبعض هذه المعلومات التي لم يكن من الممكن معرفتها من المصدر الأساسي تم العثور عليها من أهداف ثانوية. على سبيل المثال، يُظهر أحد التقارير، التي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، أنه عندما واجه القراصنة طريقًا مسدودًا في الوصول إلى معلومات مواطني الإمارات عبر إحدى إدارات الشرطة، قاموا باختراق شركة خدمات تابعة للشرطة.

أنشطة "الإدارة 40"

تتكون "الإدارة 40" من ثلاث وحدات فرعية: وحدة "النساء"، ووحدة "الرجال"، وفرق القرصنة، وتكمل هذه الوحدات أنشطة بعضها البعض.

وتشارك وحدة "الرجال" في جمع المعلومات، وتركز بشكل أكبر على توفير وتطوير البنية التحتية. أما وحدة "النساء" فتترجم المعلومات التي تجمعها الوحدات الأخرى.

وهناك ثلاثة فرق قرصنة تقوم بتنظيم الهجمات التقنية. وتنشط وحدة "النساء" في مجال الهندسة الاجتماعية، التي تعتمد على استغلال مشاعر الضحايا، بعكس القرصنة التقنية.

ومن أبرز أعمالها التعاون المباشر في جمع المعلومات لخطة اغتيال إسرائيليين في إسطنبول من قِبل الوحدة 1500، وهي العملية التي فشلت، بعد كشفها في صيف 2022.

وتُجرى المراسلات والتقارير بين الوحدة 1500 غالبًا بأوراق رسمية يحمل شعار "مؤسسة أفق الثقافية"، ويُذكر اسم الإدارة على الغلاف.

ومع تسريب معلومات "الإدارة 40"، التي راجعتها "إيران إنترناشيونال"، أصبح الآن واضحًا أن تلك الإدارة كانت تقف وراء كثير من العمليات السيبرانية، في السنوات الماضية.

وعلى سبيل المثال، في فترة معينة، كانت تظهر إعلانات مشبوهة لتوظيف "جواسيس" لصالح إسرائيل على بعض برامج K"VPN" التي يستخدمها الإيرانيون لتجاوز الحجب.

وفي ذلك الوقت، حذر خبراء الأمن السيبراني من هذه الإعلانات. وتُظهر الوثائق، التي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، أن جميع النطاقات المستخدمة في تلك المجموعة، التي اشتهرت باسم "vip human solution"  كانت تتبع لـ "الإدارة 40".

أنشطة "الإدارة 40"

تتكون "الإدارة 40" من ثلاث وحدات فرعية: وحدة "النساء"، ووحدة "الرجال"، وفرق القرصنة، وتكمل هذه الوحدات أنشطة بعضها البعض.

وتشارك وحدة "الرجال" في جمع المعلومات، وتركز بشكل أكبر على توفير وتطوير البنية التحتية. أما وحدة "النساء" فتترجم المعلومات التي تجمعها الوحدات الأخرى.

وهناك ثلاثة فرق قرصنة تقوم بتنظيم الهجمات التقنية. وتنشط وحدة "النساء" في مجال الهندسة الاجتماعية، التي تعتمد على استغلال مشاعر الضحايا، بعكس القرصنة التقنية.

ومن أبرز أعمالها التعاون المباشر في جمع المعلومات لخطة اغتيال إسرائيليين في إسطنبول من قِبل الوحدة 1500، وهي العملية التي فشلت، بعد كشفها في صيف 2022.

وتُجرى المراسلات والتقارير بين الوحدة 1500 غالبًا بأوراق رسمية يحمل شعار "مؤسسة أفق الثقافية"، ويُذكر اسم الإدارة على الغلاف.

ومع تسريب معلومات "الإدارة 40"، التي راجعتها "إيران إنترناشيونال"، أصبح الآن واضحًا أن تلك الإدارة كانت تقف وراء كثير من العمليات السيبرانية، في السنوات الماضية.

وعلى سبيل المثال، في فترة معينة، كانت تظهر إعلانات مشبوهة لتوظيف "جواسيس" لصالح إسرائيل على بعض برامج K"VPN" التي يستخدمها الإيرانيون لتجاوز الحجب.

وفي ذلك الوقت، حذر خبراء الأمن السيبراني من هذه الإعلانات. وتُظهر الوثائق، التي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، أن جميع النطاقات المستخدمة في تلك المجموعة، التي اشتهرت باسم "vip human solution"  كانت تتبع لـ "الإدارة 40".

الأشخاص المؤثرون

القائد الرئيس لـ "الإدارة 40" هو عباس رهروي، يبلغ من العمر 33 عامًا، مدينة زنجان، شمال غرب إيران. يمتلك رهروي هويتين أخريين. كما يعتبر شخصان آخران من أعضاء جهاز استخبارات الحرس الثوري، وهما منوشهر وثوقي نيري وأميرحسين أحمدي زنوز، من الشخصيات المؤثرة في "الإدارة 40".

وقدّرت مصادر مطلعة لدى "إيران إنترناشيونال" أن "الإدارة 40" تأسست بالشكل الحالي في النصف الأول من العقد 2010. وهذا القسم تابع لإدارة "1582" (المخصصة للعمليات السيبرانية) والتي هي جزء من إدارة "1500" التابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري.

ولكن نطاق نشاطها، وفقًا للوثائق التي سُرّبت، والتي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، يتجاوز المهمة الأولية. في تأسيس هذا القسم، لعب روح الله بازقندي، نائب سابق بوحدة مكافحة التجسس ورئيس سابق لـ "الإدارة 1500"، دورًا مباشرًا. وهو الذي أُقيل بعد كشف خطة اغتيال القنصل السابق لإسرائيل في إسطنبول، يوسف لوي سيفري، وشخص إسرائيلي آخر في المدينة ذاتها.

الأشخاص المؤثرون

القائد الرئيس لـ "الإدارة 40" هو عباس رهروي، يبلغ من العمر 33 عامًا، مدينة زنجان، شمال غرب إيران. يمتلك رهروي هويتين أخريين. كما يعتبر شخصان آخران من أعضاء جهاز استخبارات الحرس الثوري، وهما منوشهر وثوقي نيري وأميرحسين أحمدي زنوز، من الشخصيات المؤثرة في "الإدارة 40".

وقدّرت مصادر مطلعة لدى "إيران إنترناشيونال" أن "الإدارة 40" تأسست بالشكل الحالي في النصف الأول من العقد 2010. وهذا القسم تابع لإدارة "1582" (المخصصة للعمليات السيبرانية) والتي هي جزء من إدارة "1500" التابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري.

ولكن نطاق نشاطها، وفقًا للوثائق التي سُرّبت، والتي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، يتجاوز المهمة الأولية. في تأسيس هذا القسم، لعب روح الله بازقندي، نائب سابق بوحدة مكافحة التجسس ورئيس سابق لـ "الإدارة 1500"، دورًا مباشرًا. وهو الذي أُقيل بعد كشف خطة اغتيال القنصل السابق لإسرائيل في إسطنبول، يوسف لوي سيفري، وشخص إسرائيلي آخر في المدينة ذاتها.

وفقًا للمراقبة والرصد للمنطقة المحيطة بالشركة، في يوم الأحد 18/12/2022 الساعة 09:40، دخلت امرأة ترتدي العباءة والنقاب الزقاق. بعد مراقبة المنطقة والتأكد من خلوها من المشاة، قامت المرأة بكتابة شعارات على الجدار في نهاية الزقاق.في يوم الأحد 25/12/2022 الساعة 09:41، عادت نفس المرأة مرتدية نفس الملابس إلى الزقاق مرة أخرى، ولاحظت أن كتابتها السابقة قد أزيلت. وبعد مراقبة المنطقة والتأكد من خلوها من أي أشخاص، أعادت كتابة الشعارات على الجدار.وبعد تلقي تنبيه من نظام المراقبة ومتابعة الرصد، دخلت المرأة إلى مسكن رقم ************. وعند التحقق من الموقع، لوحظ أنه في نفس التوقيت تقريبًا، دخلت عدة نساء أخريات يرتدين ملابس مشابهة إلى المبنى نفسه. ومن المحتمل، نظرًا لتطابق اليوم والساعة، أن تجمعًا نسائيًا كان يُعقد في ذلك المكان، أو أن المكان تم استخدامه كملاذ آمن لأنشطة الفريق.

استقطاب العناصر في الخارج والأهداف

تعمل "الإدارة 40" عبر موقع إلكتروني باسم  "Tecret" فعال في إسرائيل وتركيا والإمارات العربية المتحدة، لاستقطاب وتوظيف خبراء في المجال السيبراني.

ويدعي الموقع أنه تابع لشركة تحمل الاسم نفسه، ومع ذلك، تعتقد مصادر مطلعة لدى "إيران إنترناشيونال" أن هذه الشركة لم تُسجل رسميًا في الإمارات.

ووفقًا لهذه المصادر، يستخدم عناصر "الإدارة 40" هذا الموقع لاستقطاب خبراء سيبرانيين في إسرائيل وتركيا والإمارات العربية المتحدة.

وقال المصدر: "حاول أفراد الإدارة 40 التواصل مع أشخاص في الخارج لخداعهم، إما للإضرار بتلك الدول أو لاستقطابهم كمصادر معلوماتية".

كما يستخدمون منصة باسم "أمين الخليج" في الإمارات؛ لاستقطاب موظفين في القطاعات الأمنية الإماراتية ومواطني الدولة للوصول إلى معلومات الشبكات الأمنية هناك.

وتُظهر تقارير الاختراق، التي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، الدور الكبير، الذي يمكن أن تلعبه هذه الاختراقات.

وسرقت هذه المجموعة معلومات من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في: إسرائيل، تركيا، السعودية، الكويت، الإمارات، مصر، الأردن، أذربيجان، الهند، وأفغانستان. وحتى الدول الصديقة لإيران، مثل سلطنة عمان، والدول الصغيرة مثل سنغافورة، كانت من أهداف هذه المجموعة. وتشمل قاعدة البيانات الخاصة بها حجمًا كبيرًا من معلومات المواطنين، إضافة إلى بيانات ثانوية، مثل العناوين وأرقام الهواتف أو السفر.

وبالإضافة إلى المؤسسات خارج إيران، أعدّت "الإدارة 40" ملفات تعريف متعددة لمواطنين غير إيرانيين وإيرانيين يحملون جنسية مزدوجة. واطلعت "إيران إنترناشيونال" على تقارير عن محاولات "القراصنة" لاختراق البريد الإلكتروني لبعض هؤلاء الأشخاص، على الرغم من عدم إمكانية تأكيد نجاح هذه الهجمات أو فشلها.

وفي هذا السياق، تستهدف المجموعة أشخاصًا يُعدّون من أبرز المعارضين للنظام الإيراني أو المرتبطين بملفات دولية للنظام.

ويبدو أن الملفات المُعدة هي نتاج عمل جماعي بين وحدات مختلفة داخل "الإدارة 40"، ومع ذلك، تتبع مهمة إعداد هذه الملفات من الناحية التنظيمية وحدة "النساء".

الأشخاص المستهدفون من قِبل "الإدارة 40"

تم الكشف عن هوية بعض الأشخاص المستهدفين من قِبل "الإدارة 40"، ومنهم:

*  أولي هاينونن، نائب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لشؤون الحماية، وكان معنيًا بملف إيران.

 * جياماركو لوتشياني، باحث بارز في الاقتصاد السياسي لطاقة الخليج، وله دور مهم في علاقات الاتحاد الأوروبي والدول المطلة على المياه الخليجية في مجال الطاقة.

*  راحيل رازا، صحافية كندية من أصل باكستاني، ولها نشاطات واسعة ضد "التطرف الديني".

 * نادره شاملو، مستشارة عليا سابقة للبنك الدولي وعضو بارز في مجلس الأطلنطي.

 * رضا نشاط، إيراني مزدوج الجنسية يقيم في السويد، ويعتبر معارضًا للنظام الإيراني.

ويتعلق أحد تقارير "الإدارة 40"، التي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، باختراق بريد إلكتروني لمواطن غير إيراني. وفي هذا التقرير، شرح مُقدّمه الإيميلات الموجودة في صندوق بريد الضحية، وأوضح للمسؤولين عدد الإيميلات المتعلقة بأشخاص إيرانيين أو مزدوجي الجنسية، وكيف يمكن أن يصبح هؤلاء أهدافًا جديدة للمجموعة.

ويُظهر هذا الهدف، الذي تم اختياره من مشروع آخر، سبب اعتقال العديد من المتخصصين غير السياسيين أو الهجمات عليهم.

استقطاب العناصر في الخارج والأهداف

تعمل "الإدارة 40" عبر موقع إلكتروني باسم  "Tecret" فعال في إسرائيل وتركيا والإمارات العربية المتحدة، لاستقطاب وتوظيف خبراء في المجال السيبراني.

ويدعي الموقع أنه تابع لشركة تحمل الاسم نفسه، ومع ذلك، تعتقد مصادر مطلعة لدى "إيران إنترناشيونال" أن هذه الشركة لم تُسجل رسميًا في الإمارات.

ووفقًا لهذه المصادر، يستخدم عناصر "الإدارة 40" هذا الموقع لاستقطاب خبراء سيبرانيين في إسرائيل وتركيا والإمارات العربية المتحدة.

وقال المصدر: "حاول أفراد الإدارة 40 التواصل مع أشخاص في الخارج لخداعهم، إما للإضرار بتلك الدول أو لاستقطابهم كمصادر معلوماتية".

كما يستخدمون منصة باسم "أمين الخليج" في الإمارات؛ لاستقطاب موظفين في القطاعات الأمنية الإماراتية ومواطني الدولة للوصول إلى معلومات الشبكات الأمنية هناك.

وتُظهر تقارير الاختراق، التي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، الدور الكبير، الذي يمكن أن تلعبه هذه الاختراقات.

وسرقت هذه المجموعة معلومات من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في: إسرائيل، تركيا، السعودية، الكويت، الإمارات، مصر، الأردن، أذربيجان، الهند، وأفغانستان. وحتى الدول الصديقة لإيران، مثل سلطنة عمان، والدول الصغيرة مثل سنغافورة، كانت من أهداف هذه المجموعة. وتشمل قاعدة البيانات الخاصة بها حجمًا كبيرًا من معلومات المواطنين، إضافة إلى بيانات ثانوية، مثل العناوين وأرقام الهواتف أو السفر.

وبالإضافة إلى المؤسسات خارج إيران، أعدّت "الإدارة 40" ملفات تعريف متعددة لمواطنين غير إيرانيين وإيرانيين يحملون جنسية مزدوجة. واطلعت "إيران إنترناشيونال" على تقارير عن محاولات "القراصنة" لاختراق البريد الإلكتروني لبعض هؤلاء الأشخاص، على الرغم من عدم إمكانية تأكيد نجاح هذه الهجمات أو فشلها.

وفي هذا السياق، تستهدف المجموعة أشخاصًا يُعدّون من أبرز المعارضين للنظام الإيراني أو المرتبطين بملفات دولية للنظام.

ويبدو أن الملفات المُعدة هي نتاج عمل جماعي بين وحدات مختلفة داخل "الإدارة 40"، ومع ذلك، تتبع مهمة إعداد هذه الملفات من الناحية التنظيمية وحدة "النساء".

الأشخاص المستهدفون من قِبل "الإدارة 40"

تم الكشف عن هوية بعض الأشخاص المستهدفين من قِبل "الإدارة 40"، ومنهم:

*  أولي هاينونن، نائب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لشؤون الحماية، وكان معنيًا بملف إيران.

 * جياماركو لوتشياني، باحث بارز في الاقتصاد السياسي لطاقة الخليج، وله دور مهم في علاقات الاتحاد الأوروبي والدول المطلة على المياه الخليجية في مجال الطاقة.

*  راحيل رازا، صحافية كندية من أصل باكستاني، ولها نشاطات واسعة ضد "التطرف الديني".

 * نادره شاملو، مستشارة عليا سابقة للبنك الدولي وعضو بارز في مجلس الأطلنطي.

 * رضا نشاط، إيراني مزدوج الجنسية يقيم في السويد، ويعتبر معارضًا للنظام الإيراني.

ويتعلق أحد تقارير "الإدارة 40"، التي اطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، باختراق بريد إلكتروني لمواطن غير إيراني. وفي هذا التقرير، شرح مُقدّمه الإيميلات الموجودة في صندوق بريد الضحية، وأوضح للمسؤولين عدد الإيميلات المتعلقة بأشخاص إيرانيين أو مزدوجي الجنسية، وكيف يمكن أن يصبح هؤلاء أهدافًا جديدة للمجموعة.

ويُظهر هذا الهدف، الذي تم اختياره من مشروع آخر، سبب اعتقال العديد من المتخصصين غير السياسيين أو الهجمات عليهم.

استهداف المراكز العلاجية في تركيا

في جزء آخر من التقرير، الذي اطّلعت عليه "إيران إنترناشيونال"، ذُكر أن وحدات "الإدارة 40"، نظرًا لسفر عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين إلى تركيا بهدف تلقي خدمات طبية، قامت باستهداف المراكز العلاجية في هذا البلد.

وإضافة إلى ذلك، أنشأت هذه المجموعة التابعة لاستخبارات الحرس الثوري مواقع إلكترونية مزوّرة داخل تركيا. وتبدو هذه المواقع كأنها تابعة لجمعيات يهودية أو لشركات تكنولوجيا معلومات.

وقد وُصف هدف إنشاء هذه المواقع بأنه "استقطاب عناصر" داخل إسرائيل لاستخدامهم في عمليات "الاختطاف".

التجسس على السفارات والمواطنين مزدوجي الجنسية

خُصص جزء من هذا التقرير للعمليات والإجراءات، التي نُفذت عام 2021. في هذا القسم، يشرح معدّو التقرير عمليات "التجهيز الفني"؛ بغرض التجسس على المواقع الدبلوماسية في طهران، ومنها: سفارة الإمارات العربية المتحدة، وحديقة السفارة السويسرية، وسفارة عُمان.

ويُظهر التقرير أن عناصر "الإدارة 40" التقطوا في ذلك العام صورًا جوية عبر طائرة مسيّرة لحديقة السفارة البريطانية في طهران. كما أنهم تجسّسوا على مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل إيران.

ويذكر هذا القسم أن "الإدارة 40" اشترت لهذه المهام أحدث نسخة من منظومة تُدعى "بابیروس" من روسيا؛ وهي معدات روسية مخصّصة لتسجيل الصوت وأعمال التجسس.

التخطيط لاغتيالات بطائرات مُسيّرة و"بالونات"

أشار التقرير إلى أنشطة "الإدارة 40" الهادفة لتنفيذ عمليات اغتيال وضربات دقيقة داخل إسرائيل. ووفق هذا المستند، فقد عملت "الإدارة 40" ضمن مشروع يحمل اسم "سفیر" (وتظهر لاحقًا صورة أحد العقود المتعلقة به) على "بالونات" وطائرات شراعية (غلايدر) قادرة على حمل وإلقاء متفجرات.

وقد تم تحديد مهمة هذا المشروع في تنفيذ "ضربات دقيقة" داخل إسرائيل.

كما عملت "الإدارة 40" على مشروع آخر باسم "أفق"، وهو مشروع تصنيع طائرة مُسيّرة نفاثة انتحارية قادرة على حمل 60 كيلوغرامًا من المواد المتفجرة، ومخصّصة بشكل مباشر لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

برنامج "الإدارة 40" داخل إسرائيل عام 2022

لطالما اتُهم النظام الإيراني بالتعاون، أو على الأقل بتهيئة الظروف، لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي نفذتها "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

وتؤكّد الوثائق، التي سُرّبت الآن، واطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، أن هذه المجموعة خطّطت بشكل خاص في عام 2022 لإجراءات يمكن أن تكون مشابهة لهجمات 7 أكتوبر.

ومن بين هذه الحالات يمكن الإشارة إلى:

 • تصميم وتصنيع طائرة رباعية المراوح (كوادكوبتر) انتحارية لتنفيذ عمليات وُصفت صراحة في التقرير بأنها "اغتيالات ."

 • تصميم وتطوير أنظمة التنصّت ونقل الصور.

•  رصد الأهداف المرتبطة بالأنشطة النووية الإسرائيلية بهدف تنفيذ عمليات هجومية وتعطيل نشاطها.

 • تصميم عمليات سيبرانية بهدف خلق حالة من التذمّر والفوضى داخل إسرائيل، وكذلك "إرباك" حياة المستوطنين.

•  تصميم عمليات نفسية باستخدام وسائل الإعلام الإلكترونية لخوض حرب نفسية وخلق بيئة نفسية سلبية وإرباك المواطنين الإسرائيليين.

استهداف المراكز العلاجية في تركيا

في جزء آخر من التقرير، الذي اطّلعت عليه "إيران إنترناشيونال"، ذُكر أن وحدات "الإدارة 40"، نظرًا لسفر عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين إلى تركيا بهدف تلقي خدمات طبية، قامت باستهداف المراكز العلاجية في هذا البلد.

وإضافة إلى ذلك، أنشأت هذه المجموعة التابعة لاستخبارات الحرس الثوري مواقع إلكترونية مزوّرة داخل تركيا. وتبدو هذه المواقع كأنها تابعة لجمعيات يهودية أو لشركات تكنولوجيا معلومات.

وقد وُصف هدف إنشاء هذه المواقع بأنه "استقطاب عناصر" داخل إسرائيل لاستخدامهم في عمليات "الاختطاف".

التجسس على السفارات والمواطنين مزدوجي الجنسية

خُصص جزء من هذا التقرير للعمليات والإجراءات، التي نُفذت عام 2021. في هذا القسم، يشرح معدّو التقرير عمليات "التجهيز الفني"؛ بغرض التجسس على المواقع الدبلوماسية في طهران، ومنها: سفارة الإمارات العربية المتحدة، وحديقة السفارة السويسرية، وسفارة عُمان.

ويُظهر التقرير أن عناصر "الإدارة 40" التقطوا في ذلك العام صورًا جوية عبر طائرة مسيّرة لحديقة السفارة البريطانية في طهران. كما أنهم تجسّسوا على مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل إيران.

ويذكر هذا القسم أن "الإدارة 40" اشترت لهذه المهام أحدث نسخة من منظومة تُدعى "بابیروس" من روسيا؛ وهي معدات روسية مخصّصة لتسجيل الصوت وأعمال التجسس.

التخطيط لاغتيالات بطائرات مُسيّرة و"بالونات"

أشار التقرير إلى أنشطة "الإدارة 40" الهادفة لتنفيذ عمليات اغتيال وضربات دقيقة داخل إسرائيل. ووفق هذا المستند، فقد عملت "الإدارة 40" ضمن مشروع يحمل اسم "سفیر" (وتظهر لاحقًا صورة أحد العقود المتعلقة به) على "بالونات" وطائرات شراعية (غلايدر) قادرة على حمل وإلقاء متفجرات.

وقد تم تحديد مهمة هذا المشروع في تنفيذ "ضربات دقيقة" داخل إسرائيل.

كما عملت "الإدارة 40" على مشروع آخر باسم "أفق"، وهو مشروع تصنيع طائرة مُسيّرة نفاثة انتحارية قادرة على حمل 60 كيلوغرامًا من المواد المتفجرة، ومخصّصة بشكل مباشر لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

برنامج "الإدارة 40" داخل إسرائيل عام 2022

لطالما اتُهم النظام الإيراني بالتعاون، أو على الأقل بتهيئة الظروف، لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي نفذتها "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

وتؤكّد الوثائق، التي سُرّبت الآن، واطلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، أن هذه المجموعة خطّطت بشكل خاص في عام 2022 لإجراءات يمكن أن تكون مشابهة لهجمات 7 أكتوبر.

ومن بين هذه الحالات يمكن الإشارة إلى:

 • تصميم وتصنيع طائرة رباعية المراوح (كوادكوبتر) انتحارية لتنفيذ عمليات وُصفت صراحة في التقرير بأنها "اغتيالات ."

 • تصميم وتطوير أنظمة التنصّت ونقل الصور.

•  رصد الأهداف المرتبطة بالأنشطة النووية الإسرائيلية بهدف تنفيذ عمليات هجومية وتعطيل نشاطها.

 • تصميم عمليات سيبرانية بهدف خلق حالة من التذمّر والفوضى داخل إسرائيل، وكذلك "إرباك" حياة المستوطنين.

•  تصميم عمليات نفسية باستخدام وسائل الإعلام الإلكترونية لخوض حرب نفسية وخلق بيئة نفسية سلبية وإرباك المواطنين الإسرائيليين.

 النواة الأولى لـ "الإدارة 40"

بدأت النواة الأولى لـ "الإدارة 40" من مدوّنة في "زنجان". وأُشير إلى الأشخاص، الذين يديرون هذا المركز الآن، منذ 14 عامًا.

في أبريل (نيسان) 2012، أسّس عباس رهروي، الذي يترأس هذا القسم اليوم، مدوّنة مشتركة على موقع "بلاكفا". هذه المدوّنة باسم "المجموعة السيبرانية لمحافظة زنجان" حُذفت الآن من هذا الموقع، لكن مراجعة أرشيفها تُظهر أن كتّابها تابعوا في بداية نشاطهم باهتمام كبير أنشطة مجموعة القرصنة "آشيانه"، التي تُعدّ من أولى المجموعات السيبرانية التابعة للجهاز الأمني للنظام الإيراني.

تجنيد عباس رهروي

قام رُوح‌ الله بازقندي، رئيس الوحدة 1500 التابعة لاستخبارات الحرس الثوري آنذاك، بتجنيد عباس رهروي في هذا الجهاز، والذي بدأ عمله في هذا الجهاز تحت إشراف بازقندي.

ورهروي من مواليد زنجان، ويبلغ الآن 33 عامًا. وقد جرى تجنيده في جهاز استخبارات الحرس الثوري عندما كان في العشرين من عمره تقريبًا. وبعد تجنيده، حصل على مسمى حركي آخر، وهو "ميكائيل حسيني". وفي هياكل الحرس الثوري يُعرف باسم مستعار هو "عباس حسيني".

وفي الوثائق، التي اطّلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، توجد فيديوهات اختبار لطائرة مُسيّرة، وكذلك عقد لتوفير معدات الطائرة الانفجارية "سفیر". وقد وقّع رهروي هذا العقد باسم "عباس حسيني".

وأكّد مصدر مطّلع لـ "إيران إنترناشيونال" أنه بشكل غير معتاد تنظيميًا، دخلت "الإدارة 40" مجال الأنشطة المرتبطة بالطائرات المُسيّرة. وقد كلّفت هذه المجموعة، وبشكل خاص رهروي نفسه، بالتعاون مع الشركات لتوفير المعدات اللازمة للطائرات المُسيّرة الحربية.

ويذكر التقرير الرسمي حول العمل على هذا المشروع، الذي اطلعت عليه "إيران إنترناشيونال"، بوضوح أن هدف هذا البرنامج المرتبط بالطائرات المُسيّرة هو تنفيذ عمليات إرهابية.

زوجة رهروي

تزوج رهروي من نيلوفر باقري، البالغة من العمر 31 عامًا، وهي من مواليد زنجان، وتُعد رئيسة وحدة "النساء" في هذه المجموعة.

وقال مصدر مطّلع لـ "إيران إنترناشيونال": إن رهروي، مع زوجته، حوّلا أنشطة "الإدارة 40" التابعة لاستخبارات الحرس الثوري إلى عمل عائلي. وباقري الآن رئيسة مجلس الإدارة ومديرة شركة تُدعى "أمن برداز أفق ایرانیان".

تجنيد عباس رهروي

قام رُوح‌ الله بازقندي، رئيس الوحدة 1500 التابعة لاستخبارات الحرس الثوري آنذاك، بتجنيد عباس رهروي في هذا الجهاز، والذي بدأ عمله في هذا الجهاز تحت إشراف بازقندي.

ورهروي من مواليد زنجان، ويبلغ الآن 33 عامًا. وقد جرى تجنيده في جهاز استخبارات الحرس الثوري عندما كان في العشرين من عمره تقريبًا. وبعد تجنيده، حصل على مسمى حركي آخر، وهو "ميكائيل حسيني". وفي هياكل الحرس الثوري يُعرف باسم مستعار هو "عباس حسيني".

وفي الوثائق، التي اطّلعت عليها "إيران إنترناشيونال"، توجد فيديوهات اختبار لطائرة مُسيّرة، وكذلك عقد لتوفير معدات الطائرة الانفجارية "سفیر". وقد وقّع رهروي هذا العقد باسم "عباس حسيني".

وأكّد مصدر مطّلع لـ "إيران إنترناشيونال" أنه بشكل غير معتاد تنظيميًا، دخلت "الإدارة 40" مجال الأنشطة المرتبطة بالطائرات المُسيّرة. وقد كلّفت هذه المجموعة، وبشكل خاص رهروي نفسه، بالتعاون مع الشركات لتوفير المعدات اللازمة للطائرات المُسيّرة الحربية.

ويذكر التقرير الرسمي حول العمل على هذا المشروع، الذي اطلعت عليه "إيران إنترناشيونال"، بوضوح أن هدف هذا البرنامج المرتبط بالطائرات المُسيّرة هو تنفيذ عمليات إرهابية.

زوجة رهروي

تزوج رهروي من نيلوفر باقري، البالغة من العمر 31 عامًا، وهي من مواليد زنجان، وتُعد رئيسة وحدة "النساء" في هذه المجموعة.

وقال مصدر مطّلع لـ "إيران إنترناشيونال": إن رهروي، مع زوجته، حوّلا أنشطة "الإدارة 40" التابعة لاستخبارات الحرس الثوري إلى عمل عائلي. وباقري الآن رئيسة مجلس الإدارة ومديرة شركة تُدعى "أمن برداز أفق ایرانیان".

الهيكل التنظيمي وموظفو "الإدارة 40"

تنشر "إيران إنترناشيونال" للمرة الأولى أسماء وبيانات "الإدارة 40". فإلى جانب رهروي وزوجته باقري، هناك علاقات أسرية أخرى داخل شبكة الموظفين.

وتظهر مراجعات "إيران إنترناشيونال" أن ليلى شريفي، عضو وحدة "النساء"، هي شقيقة مهدي شريفي، قائد مجموعة "القراصنة" في "الإدارة 40". كما أن نرجس وعطيه ندافي، اللتين تعملان في قسم "النساء"، شقيقتان.

ويحمل موظفو "الإدارة 40" سجلات قضائية متعددة. إذ يواجه أميرحسين أحمدي زنوز، أحد كبار مديري "الإدارة 40"، قضية متعلقة ببيع والاحتفاظ بأسلحة نارية. أما وحيد مولوي من مجموعة "الهاكرز" في وحدة كرج، فتشمل تهمة غسل الأموال وإساءة استغلال المنصب لدى المحكمة العسكرية.

وفي الملفات القضائية لأميد فلاح، أحد أعضاء وحدة "الرجال"، تبرز تهم "تعاطي الكحول"، و"الاشتباك"، و"الإهانة والتهديد" ضد مواطنين.

وتُظهر مراجعة مسار البتّ في هذه القضايا أنه في بعض الحالات جرى تبرئة المتهمين.

ومع كشف هوية "الإدارة 40"، أصبح واضحًا ما كان يجري خلف كواليس العديد من المشاريع الأمنية، مثل تجنيد "مزيّف" لجواسيس من شخصيات بارزة لصالح إسرائيل، وكيف كانت هذه العمليات تشكّل فخاخًا للمواطنين الغاضبين.

كما تبيّن مدى نشاط "الإدارة 40" في تشجيع الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو داخل إسرائيل. وربط أعضاء هذا القسم مهامهم، خلافًا للنهج المعتاد في الأجهزة الأمنية، بمشروع عائلي.

وأكدت مصادر مطلعة لـ "إيران إنترناشيونال" أنه مع كشف هذه التفاصيل و"احتراق" تلك الشبكة، سيضطر الجهاز الأمني والاستخباراتي للنظام الإيراني، وبكلفة باهظة، إلى إنشاء شبكة جديدة مماثلة، دون معرفة متى سيتم كشفها مرة أخرى.