خطة طهران الكبرى لقتل هدف "تحت الحماية" في ولاية ماريلاند الأميركية

انقطاع التواصل بين "العملاء المأجورين" أفشل مخطط الاغتيال

شاهد علوي
إيران إنترناشيونال

  "فلتكن مرتاحًا، سنفرغ نصف الخراطيش في رأسه على الأقل، وسنجعل رأسه يخرج من جسده حتى يصبح درسًا... إطلاق النار ربما يكون أسهل طريقة للقيام بذلك... الطريق طويل بالطبع، لكن يمكننا السفر، نحتاج إلى سيارة، وشخصين مع معدات وسائق".. هذه ليست أجزاء من قصة جنائية، بل هي مقدمات لارتكاب جريمة قتل.

وبحسب لائحة الاتهام الصادرة عن مكتب المدعي العام في ولاية مينيسوتا الأميركية، فإن جريمة القتل هذه كانت بأمر من نظام طهران، وأدارتها وزارة الاستخبارات الإيرانية، وتم التخطيط لها في أورميه، شمال غرب إيران، وتم استئجار قتلة في كندا ومدينة تورونتو الكندية أيضًا وولاية مينيسوتا الأميركية، وكان هدفها رجل وزوجته هربا من إيران، ويعيشان في منزل بولاية ماريلاند، شرقي أميركا.

وتظهر نتائج "إيران إنترناشيونال"، بعد عدة أشهر من التحقيقات، أن الهارب الإيراني، الذي أرادت طهران قتله أوائل عام 2020، هو شخص يعيش في الولايات المتحدة بموجب برنامج حماية الشهود وبهوية جديدة.

وقال الخبراء لـ"إيران إنترناشيونال"، إن برنامج حماية الشهود للهاربين من إيران يُستخدم عادة لحماية حياة وهويات المسؤولين العسكريين أو الأمنيين السابقين أو العلماء الناشطين في البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، الذين فروا من إيران.

وكان في قلب خطة طهران لجريمة القتل هذه ناجي شريفي زندشتي، وهو مجرم إيراني، ومهرّب مخدرات دولي معروف بتورطه في جرائم القتل والاختطاف، التي يقوم بها لصالح النظام الإيراني في السنوات الأخيرة.

وقد أصبح زندشتي لاعبًا رئيسًا في هذه الخطة القاتلة؛ بسبب خبرته وامتلاكه الموارد والعلاقات في كندا.

وأظهرت تحقيقات "إيران إنترناشيونال" أيضًا، أن فشل خطة الاغتيال هذه لم يكن نتيجة لتدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي أو معلوماته، بل دون علم أجهزة الأمن الأميركية؛ حيث أدى التوقف المفاجئ لخدمة الرسائل المشفرة "Sky ACC" إلى انقطاع التواصل بين العملاء الإرهابيين في إيران وكندا والولايات المتحدة بشكل كامل، الأمر الذي أفشل التخطيط للقتل.

وبعد أشهر من إيقاف خطة القتل، أدى استجواب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لأحد المجرمين، الذين تم توظيفهم لتنفيذ جريمة القتل، والذي تم القبض عليه لارتكابه جريمة أخرى، إلى الكشف بالصدفة عن خطة الاغتيال، وإصدار مذكرة اعتقال دولية، وفرض واشنطن عقوبات على جماعة تسميها وزارة العدل الأميركية "شبكة اغتيالات زندشتي الدولية".

ولكن كيف تمكن زندشتي، نيابة عن وزارة الاستخبارات الإيرانية، من نقل خطط الاغتيال إلى الخارج واستهداف شخص اعتبرته إيران مهمًا جدًا، لدرجة أنه كان لا بد من تصفيته حتى من خلال دفع ما يقرب من 400 ألف دولار؟

وهذا التقرير، الذي تم إعداده بناء على مقابلات مع عدة مصادر استخباراتية وخبراء في الولايات المتحدة وكندا ومعلومات رسمية نشرها النظام القضائي في الولايات المتحدة وكندا ومكتب المدعي العام البلجيكي والشرطة الأوروبية، هو صورة جديدة من الطريقة، التي تستخدم بها وكالات الاستخبارات الإيرانية، الجماعات الإجرامية لتنفيذ خططها الإرهابية خارج إيران.

شبكة اغتيالات طهران وشبكة  اغتيالات "زندشتي" الدولية، نظرة من الداخل

تظهر أيدي ناجي شريفي زندشتي، منذ فترة من الزمن، خلف كل خبر يتعلق بجرائم القتل في الخارج لصالح النظام الإيراني.

في آخر 29 عامًا من حياته، واجه زندشتي، البالغ من العمر 49 عامًا، ما لا يقل عن 10 تهم بالقتل في بلدان مختلفة. وفي الفترة نفسها، تم القبض عليه وحوكم وسُجن ثلاث مرات على الأقل بتهم ثقيلة تتعلق بالإتجار بالمخدرات والقتل الانتقامي، لكنه هرب في المرات الثلاث، أو أُطلق سراحه بعد فترة قصيرة من الزمن.

وتم القبض على زندشتي لأول مرة في شتاء عام 1995 أثناء إبرام صفقة كبيرة من المخدرات في مدينة أورميه، الواقعة شمال غرب إيران، وحُكم عليه بالسجن المؤبد في طهران، لكنه هرب من السجن بعد عامين.

واعتُقل للمرة الثانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2007، وبحوزته أكثر من 77 كيلو غراماً من الهيروين، وتم إطلاق سراحه من السجن بعد عام، نتيجة التعاون مع الشرطة الإيرانية.

وتم اعتقاله للمرة الثالثة في إبريل (نيسان) 2018، بعد بضع دقائق من الاشتباك المسلح مع الشرطة التركية في إسطنبول، ولكن بعد 6 أشهر تم إطلاق سراحه من السجن بتدخل سياسي من مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهرب على الفور إلى إيران.

إن شبكة اغتيالات زندشتي، التي تعمل بأوامر من وزارة الاستخبارات الإيرانية، هي وكيلة طهران للقمع العابر للحدود، من حبيب أسيود، الناشط العربي الأهوازي، الذي اختُطف من تركيا وأُعدم في طهران، إلى مقتل مسعود مولوي، مؤسس قناة "الصندوق الأسود"، وسعيد كريميان، مؤسس ومدير شبكة "جم" التلفزيونية في تركيا.

وقد تم فرض عقوبات على زندشتي وعدد من الأعضاء الآخرين في هذه الشبكة من قِبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ نتيجة لاغتيال واختطاف معارضي النظام الإيراني ونشطاء المعارضة واللاجئين الإيرانيين.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، اتصلت وزارة الاستخبارات الإيرانية بـ"زندشتي" مرة أخرى لتنفيذ مهمة مميتة، وأمرته بقتل إيرانيين اثنين (شخصية هاربة ورفيقته) يعيشان في الولايات المتحدة. وباستخدام شبكة واسعة من الاتصالات السرية، أطلق زندشتي خطة القتل، لكنه لم يجد من ينفذ عملية القتل هذه مباشرة في أميركا، فتذكر داميون باتريك جون رايان، أحد معارفه القدامى في كندا. وكان زندشتي قد التقاه سابقًا من خلال الأخوين الهاربين: سياوش وسهند عسكري، اللذين هربا من كندا وهما الآن في إيران.

وقال مصدر مرتبط بجهاز الأمن الكندي لـ"إيران إنترناشيونال": "لقد عملا معًا من قبل. ويُعتقد أن رايان رتب لقتل اثنين من المجرمين المطلوبين دوليًا في كندا في ربيع عام 2016 بأمر من ناجي زندشتي".

رايان، وهو عضو في عصابة "Hells Angels" للدراجات النارية، محتجز حاليًا في مقاطعة مانيتوبا الكندية بتهم تتعلق بتهريب المخدرات وحيازة سلاح غير قانوني، في انتظار المحاكمة.

وبعد مرور شهر تقريبًا على أمر وزارة الاستخبارات، في أوائل يناير (كانون الثاني) 2021، بينما كان على الأرجح جالسًا في قاعدته المخصصة بجبل أغوند، خلف قرية "زينه دشت" في منطقة "صوماي برادوست" في أورميه، أرسلت رسالة إلى رايان في تورونتو، من خلال خدمة الرسائل المشفرة "Sky ACC"، وعرض عليه القيام "بمهمة خاصة في أميركا". أجاب رايان أن العمل في الولايات المتحدة يمثل تحديًا بالنسبة له، قائلاً: "الساحل الشرقي صعب جدًا بالنسبة لي... في الغرب، يمكنني العمل أكثر ولديّ خيارات أكثر". لكن على أية حال، كان العمل المطلوب في الساحل الشرقي.

وكتب رايان في رسائله: "قد يكون لديّ من يفعل ذلك.. الطريق طويل بالطبع، لكنه سيسافر.. نريد سيارة ومعدات". وفي اليوم نفسه، أرسل رايان رسالة نصية عبر "Sky ACC" إلى الشخص الذي ذكره سابقًا بشأن "مهمة في ماريلاند".

وكان الرجل هو آدم ريتشارد بيرسون، وهو قاتل كندي شاب كان مطلوبًا وهاربًا لقتله رجلًا في ألبرتا بكندا في أواخر عام 2019، وقد فر من كندا لفترة طويلة، وكان يعيش بشكل غير قانوني في ولاية مينيسوتا الأميركية تحت اسم مستعار.

 قبل بيرسون مهمة القتل، واتفق مع رايان على مقدار وطريقة القتل والأشخاص المطلوبين. ووافق بيرسون على قتل هذين الشخصين، مقابل حصوله على مائة ألف دولار من رايان. وبعد بضعة أسابيع، في 30 يناير (كانون الثاني) 2021 تقريبًا، أرسل زندشتي رسالة أخرى إلى رايان يسأله عن سير العمل. فأجاب ريان بأنه يقوم بالتنظيم والتنسيق ويحتاج إلى المال.

وبعد أيام قليلة، رد زندشتي بأن منظمته، التي تسميها وزارة الخزانة الأميركية الآن "شبكة ناجي زندشتي الإرهابية"، مستعدة للمضي قدمًا في خطة القتل، واتفق الطرفان أخيرًا على دفع مبلغ 350 ألف دولار أميركي كتكاليف العملية ودفع مبلغ إضافي قدره 20 ألف دولار أميركي لتغطية نفقات السفر.

وقال مصدر استخباراتي أميركي تحدث إلى "إيران إنترناشيونال"، إن طهران دفعت ما يصل إلى 300 ألف دولار لقتل مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، ردًا على مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وإن دفع هذا المبلغ الكبير مقابل جريمة القتل هذه يستحق التأمل، مضيفاً: "يبدو أن رايان أدرك الأهمية الكبيرة لهذه العملية بالنسبة لزندشتي (النظام الإيراني) ولهذا السبب طلب مبلغًا كبيرًا، وفضلًا عن المبلغ الكبير لجريمة القتل، فإن مبلغ 20 ألف دولار الذي طلبه لتغطية نفقات السفر إلى مقصد ليس بعيدًا جدًا يعد مبلغًا كبيرًا للغاية".

وبعد ثلاثة أيام من آخر اتصال بين زندشتي ورايان، قدم زندشتي أحد مساعديه، ويُدعى نيهات عبد القدير آسان، إلى رايان، وبعد دقائق تم الاتصال بينهما. وأرسل رايان رسالة إلى عبد القدير مفادها أن فريقًا من أربعة أشخاص جاهز لتنفيذ العملية.

وفي الأيام التالية، أرسل عبد القدير إلى رايان عناوين وصور الرجل والمرأة، اللذين كانا هدفًا لمؤامرة الاغتيال. عند رؤية الصور وحقيقة أن المرأة المرافقة للرجل يجب أن تُقتل، طلب رايان أكثر من المبلغ المتفق عليه، وهو 370 ألف دولار، وحاول الحصول على المزيد من الأرباح من هذه الوساطة. ووجّه رايان رسالة إلى عبد القدير: "أنت تعلم أن تكلفة شخصين أكثر من شخص واحد". وطمأن عبد القدير رايان، قائلًا: "ليست هناك مشكلة".

وكان ذلك في بداية عام 2021، وكما قال مصدر مطلع على شبكة ناجي زندشتي لـ"إيران إنترناشيونال"، فإن تدفق هذه الرسائل يظهر أن النظام الإيراني كان في عجلة من أمره لإنجاز ذلك في أسرع وقت ممكن، موضحًا: "ربما أرادت وزارة الاستخبارات، التي أمرت بهذا القتل، أن تقدم للمرشد الإيراني هدية رأس السنة الجديدة وبداية العام الشمسي الجديد".

وأرسل عبد القدير رسالة نصية إلى رايان مرة أخرى، بتاريخ 8 مارس (آذار) 2021 تقريبًا، وأعطاه رقم هاتف: "اتصل بهذا الرقم وقل إنني بحاجة للحصول على 20 ألف دولار منك".

ووفقًا للائحة الاتهام المقدمة من المدعي العام الفيدرالي في ولاية مينيسوتا الأميركية، تم دفع مبلغ 20 ألف دولار إلى رايان في الوقت نفسه بالتنسيق مع عبد القدير.

وبدلًا من أن يتم الدفع بالعملة المشفرة، وهو الأمر الذي أصبح شائعًا في السنوات الأخيرة، يُطلب من قاتل محترف يعيش في كندا الاتصال بـ"رقم" والحصول على المبلغ المطلوب.

وقال مصدر مطلع على شبكة ناجي شريفي زندشتي لـ"إيران إنترناشيونال": "من أعطى هذا المبلغ إلى رايان يجب أن يكون جزءًا من شبكة زندشتي المالية، التي تنشط في أوروبا وكندا، وكان تركيزها في السنوات الأخيرة قد تحول من سوق المخدرات إلى غسل الأموال والتحايل على العقوبات المفروضة على إيران".

طهران تستهدف هاربًا إيرانيًا بارزًا في أميركا

جاء في لائحة الاتهام، التي وجهها مكتب المدعي العام في ولاية مينيسوتا، والتي نُشرت في 29 ديسمبر (كانون الأول) 2023، بشأن مؤامرة الاغتيال هذه، أن الهدف الأول لهذه الشبكة الإرهابية الدولية هو رجل هرب من إيران، والهدف الثاني هو امرأة أتت معه إلى أميركا، ولم يذكر بيان وزارة العدل، الذي نشر في الوقت نفسه، أو لائحة الاتهام التي وجهتها النيابة، الأسماء والهويات الدقيقة للشخصين اللذين كانا هدفين لهذه الاغتيالات.

ورفض المسؤولون القانونيون ومكتب المدعي العام في مينيسوتا ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل ووزارة الخزانة الأميركية تقديم معلومات أو تعليق، ردًا على مراسلات "إيران إنترناشيونال"، وطلباتها للحصول على مزيد من المعلومات حول هوية هذين الشخصين، مشيرين إلى أن ملف القضية ما زال مفتوحًا.

وكما ذُكر أعلاه، ففي جزء من الرسائل المتبادلة بين قادة ومنفذي عملية الاغتيال المنشورة في لائحة اتهام النيابة، تم التأكيد على الكثير من العنف في إشارة إلى طريقة قتل الرجل المستهدف: "سوف نفرغ نصف الخراطيش في رأسه، سنفصل رأسه عن جسده حتى يصبح درسًا".. فما سبب هذه الدرجة من الكراهية التي طلبها آمرو اغتيال الهدف؟

منذ ثورة 1979 في إيران، غادر عدد كبير من المواطنين الإيرانيين، بمن في ذلك معارضو نظام الجمهورية الإسلامية ومنتقدوه، إلى الولايات المتحدة ويعيشون هناك. بالإضافة إلى ذلك، فرّ عدد غير معروف من المتخصصين أو العلماء المشاركين في الأنشطة النووية والعسكرية الإيرانية إلى الولايات المتحدة، للاشتباه في قيامهم بتسريب معلومات إلى الأميركيين.

وفي بعض الحالات، يعيش هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة مع تغيير هويتهم في إطار برنامج حماية الشهود.

وقال مصدر مرتبط بوكالة الاستخبارات الأميركية لـ"إيران إنترناشيونال": "أحد هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة بموجب برنامج حماية الشهود مع تغيير هويته، وشريكة حياته، كانا هدفًا للاغتيال، الذي خططت له شبكة ناجي زندشتي. وسيتم نشر المزيد من المعلومات في المستقبل، ولا يسعني إلا أن أقول إن الرجل المستهدف في الهجوم في ولاية ماريلاند مهم جدًا للنظام الإيراني".

وأكد مصدر استخباراتي آخر بالولايات المتحدة، في حديث لـ"إيران إنترناشيونال"، أن "الرجل المستهدف في مخطط الهجوم بولاية ماريلاند هو أحد الذين يعيشون في الولايات المتحدة بموجب برنامج حماية الشهود وبهوية جديدة".

وقال محامٍ وخبير في الأمن القومي، تحدث إلى "إيران إنترناشيونال"، إن مسألة تغيير هوية هدف الهجوم، يمكن أن تفسر سبب استغراق الجانب الأمني للمسألة، بالإضافة إلى الجوانب القانونية والقضائية، الكثير من الوقت لإصدار لائحة اتهام والإبلاغ عن هذا الهجوم.

وأضاف هذا المحامي: "كما قلت، فإن أحد أهداف هذا الهجوم على الأقل هو شخص يعد جزءًا من برنامج حماية الشهود. وفي هذا الوضع، وبالنظر إلى ضرورة التنسيق بين عدة أجهزة مختلفة لإنشاء هوية جديدة لأهداف هذا الهجوم وإعادة توطينهم التي تستغرق وقتًا طويلاً، فمن المفهوم لماذا استغرقت عملية إصدار لائحة الاتهام والإبلاغ عنهم ما يقرب من 3 سنوات".

إغلاق خدمة الرسائل المشفرة يؤدي إلى "تخريب" خطة طهران للاغتيال

تُظهر لائحة الاتهام، التي قدمها المدعي العام في ولاية مينيسوتا، أنه عندما كانت إيران تخطط لعملية الاغتيال هذه، استخدمت شبكة ناجي زندشتي الإرهابية، مثل معظم الشبكات الإجرامية الأخرى في ذلك الوقت، خدمة "Sky ACC"، وهي أكبر خدمة للاتصالات والتنسيق لمثل هذه الجرائم، وتم تثبيتها على الهواتف المعدلة (Modified Phones). وكانت هذه الخدمة، التي تأسست عام 2008 في مدينة فانكوفر بكندا، مملوكة لشركة "سكاي غلوبال"، وبحسب الشرطة الأوروبية، كان لديها 170 ألف مستخدم نشط في جميع أنحاء العالم.

وأظهر تحقيق الشرطة أنه في ذلك الوقت تم تبادل ما يقرب 3 ملايين رسالة مشفرة، فيما ذهبت صحيفة "بروكسل تايمز" البلجيكية إلى أنه تم تبادل ما يصل إلى 6 ملايين رسالة مشفرة بين مستخدمي هذه الخدمة. وكانت "Sky ACC" واثقة جدًا من الأمان العالي لتطبيقها وأجهزتها المحمولة، لدرجة أنها أعلنت على موقعها الإلكتروني أن أي شخص يمكنه اختراق أحد هواتف هذه الخدمة سيحصل على مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، وهذا ضمان قوي للمجرمين، الذين قد يكونون مهتمين باستخدام هذه الخدمة.

وأرسل زندشتي رسالة إلى رايان، لأول مرة عبر خدمة "Sky ACC" في ديسمبر (كانون الأول) 2020، واستمر تواصلهما 4 أشهر تقريبًا وحتى مارس (آذار) 2021، وخلال هذه الفترة صدرت تعليمات وأمر العمل، وترتيب عمليات القتل، وتحديد الفريق المكون من 4 أفراد لتنفيذ الاغتيال، وإرسال عناوين وصور ومواصفات الأهداف، والاتفاق على المبلغ، حتى أنه تم دفع 20 ألف دولار لتسديد نفقات السفر.

ويُظهر محتوى لائحة الاتهام المقدمة من المدعي العام في مينيسوتا أن الاتصال بالمجرمين، الذين كانوا يخططون لجرائم القتل هذه، انقطع فجأة في أوائل مارس (آذار) 2021، لماذا؟

منذ عام 2018، بدأت الشرطة البلجيكية والهولندية تحقيقًا في خدمة الرسائل "Sky ACC"، التي لديها ثلاثة خوادم موجودة في فرنسا، ورأت الشرطة الأوروبية آنذاك أن هذه الشركة، خلافًا لما كتبته على موقعها الإلكتروني وادعت في تصريحاتها، غضت الطرف عمليًا عن الاستخدام الواسع النطاق لهذه الخدمة من قِبل المجرمين والمنظمات الإجرامية.

وفي لائحة الاتهام، التي قدمها المدعي العام الفيدرالي الأميركي ضد جان فرانسوا ياب، الرئيس التنفيذي للشركة، قيل إن "Sky ACC" تعاونت مع المجرمين من خلال اعتماد سياسة "لا تسأل، لا تخبر".

وفي 13 ديسمبر (كانون الأول) 2019، انضمت الشرطة الفرنسية إلى هذا التحقيق، وفي منتصف العام نفسه، تمكن الفرنسيون من الوصول إلى خوادم "Sky ACC" باستخدام جهاز استماع، وكانوا يستمعون إلى البيانات التعريفية للخدمة (مثل معلومات الموقع والبيانات المتعلقة بأرقام الأجهزة والأوقات التي كان فيها المستخدمون متصلين بالإنترنت). لكن التغيير الكبير حدث في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2020.

وتظهر وثيقة قضائية أنه في هذا التاريخ، سمحت إحدى المحاكم في باريس للشرطة القضائية الفرنسية بتركيب أجهزة تنصت على خوادم "Sky ACC"، التي تقدم لها شركة "OVH Cloud" خدمات في مدينة روبيه الفرنسية، والتي يمكنها الاستماع إلى رسائل مستخدمي الخدمة عبر فك التشفير.

وبعد نحو ثلاثة أسابيع من التنصت المباشر على المكالمات الهاتفية، في 9 مارس (آذار) 2021، نفذت الشرطة الأوروبية في وقت واحد مداهمات واسعة النطاق في بلجيكا وهولندا وفرنسا، واعتقلت عددًا كبيرًا من مستخدمي خدمة المراسلة هذه، وصادرت أيضًا ثلاثة خوادم للشركة في فرنسا، وسقطت مئات الملايين من الرسائل المخزنة في الخوادم في أيدي الشرطة.

وفي الوقت نفسه، أعلن المدعي العام البلجيكي أنهم تمكنوا من كسر نظام التشفير لهذه الخدمة، والحصول على أكثر من 6 ملايين رسالة مشفرة لمنظمات إجرامية كبيرة، قائلاً: "تمكنا من كسر تشفير هذه الخدمة والتسلل إلى نظامهم. وسنرسل أيضًا رقم حساب النيابة إلى Sky ACC لتمنحنا 5 ملايين دولار كمكافأة".

وبالطبع لم يتم دفع الخمسة ملايين دولار، لأنه من الواضح أن رقم حساب مكتب المدعي العام البلجيكي لم يصل إلى مديري "Sky ACC"، كما أن الموقع الإلكتروني للشركة أصبح غير متاح بشكل دائم في 10 مارس (آذار) 2021.

وأعلن مكتب المدعي العام الاتحادي البلجيكي، في بيان آخر، اعتراض مليار رسالة مشفرة وفك تشفير نصفها.

وبعد 3 أيام، في 13 مارس (آذار) 2021، أعلنت النيابة، في بيانها الثالث، أن قراءة جميع الرسائل، التي تم اعتراضها لفريق من 40 شخصًا سيستغرق ما لا يقل عن 685 عامًا، والتي يبلغ عددها مليار رسالة.

ولم ينتهِ التعامل مع شركة "Sky ACC" عند هذا الحد، وكأن كل شيء قد سار يدًا بيد، حتى لا تتحقق رغبة طهران في قتل ذلك الرجل والمرأة الإيرانيين في ماريلاند الأميركية.

وبعد يومين، في 12 مارس 2021، أصدرت محكمة في كاليفورنيا مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس التنفيذي ومدير المبيعات لشركة "Sky ACC".

وفي 15 مارس من العام نفسه، استولى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) على موقع الشركة بشبكة الإنترنت والمجالات الخاصة بها، وبعدها بأربعة أيام أوقفت شركة "بلاك بيري" خدمات البنية التحتية لخدمة المراسلة هذه؛ حيث تم الانتهاء من كل شيء في غضون أسبوع.

ومع الاستيلاء المتزامن على نطاقات رسائل "Sky ACC"، وسيطرة الشرطة على خوادمها وتعليق أنشطة الشركة، فقدت شبكة ناجي زندشتي الاتصال والتنسيق مع الإرهابيين في الولايات المتحدة وكندا، وهذا يعني فشل الجهود المخطط لها لمدة 3 أشهر من قِبل إيران لعملية القتل في ولاية ماريلاند.

 وبهذه الطريقة، أفشلت السلطات الأوروبية، دون قصد، خطة طهران لقتل رجل وامرأة إيرانيين في ولاية ماريلاند الأميركية، وتسبب التخطيط السريع والمتهور ماليًا لإيران لهذا القتل في فشل كامل لسلطات طهران في حدث لا يمكن التنبؤ به.

وهذا يعني أن فشل مشروع الاغتيال هذه المرة لم يكن بسبب اكتشاف مؤامرة من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولم يكن بسبب تغلغل "الموساد" في الأجهزة الأمنية لإيران ومساعدته الاستخباراتية للولايات المتحدة، ولم يكن ذلك بسبب إهمال فريق الاغتيال أو تلاعبه.

صمت مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة الكندية

بعد إعلان المدعين البلجيكيين في 9 مارس 2021، أرسلت "Sky ACC" رسالة أخيرة إلى مستخدميها، قبل إغلاق موقعها على الإنترنت، تحذرهم من أن اتصالاتهم سيتم اعتراضها قريبًا من قِبل سلطات إنفاذ القانون.

 وأعلنت يوروبول (وكالة الشرطة الأوروبية) أن 170 ألف شخص في العالم يستخدمون هذه الهواتف والخدمات.

وأظهرت الأدلة المقدمة في المحاكمة، التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي في بلجيكا، وبيان سابق للشرطة الأوروبية أنهم تمكنوا من اختراق خوادم خدمة الرسائل وفك تشفير الرسائل.

وتؤكد لائحة الاتهام، التي وجهها المدعي العام الفيدرالي في جنوب كاليفورنيا، أن "سكاي غلوبال" كان لديها خادم مشفر في كندا، بالإضافة إلى فرنسا.

 ويظهر اختراق خوادم هذه الخدمة في فرنسا، وحصول الشرطة الأوروبية على ما لا يقل عن مليار رسالة، أن رسائل مستخدميها، والتي تم حذفها تلقائيًا من هواتف المستخدمين بعد سبعة أيام، كانت محفوظة على خوادم هذه الشركة.

وتظهر التحقيقات، التي أجرتها "إيران إنترناشيونال" أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني في كندا ضد "سكاي غلوبال" ومديريها أو تسجيل خوادمها.

وبحسب رسائل "Sky ACC" المخترقة، لم يتم القبض على أحد في أميركا أو كندا، باستثناء المعلومات المنشورة عن شبكة زندشتي، خلافًا لما حدث في أوروبا من اعتقالات واسعة.

وردًا على أسئلة "إيران إنترناشيونال" حول "Sky ACC"، قالت الشرطة الكندية، مشيرة إلى أهمية تعاونها الوثيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنها تعتبر نفسها ملتزمة بمواجهة تدخل الجهات الأجنبية على الأراضي الكندية، لكن التحقيق الجنائي في هذا الأمر مستمر، ولم تعلق على تفاصيل هذه القضية، ومَنْ هم الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم، ولم تؤكد أو تنفي أي شيء.

وقال مصدر أمني في كندا، تحدث إلى "إيران إنترناشيونال"، إن الصعوبات القانونية ربما حالت دون اتخاذ إجراء قانوني ضد خوادم "Sky ACC" في كندا، كما أن الحجم الكبير لرسائل الاكتشاف المشفرة من خوادم الشركة في فرنسا جعل عمليات البحث العشوائي صعبة أيضًا.

وقالت كيلي ثورنتون، المديرة الإعلامية لمكتب المدعي العام الأميركي في المنطقة الجنوبية من كاليفورنيا، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس التنفيذي ومدير المبيعات لشركة "سكاي غلوبال"، ردًا على سؤال "إيران إنترناشيونال" حول إجراءات الادعاء لمتابعة ملاحقة مديري هذه الشركة: "لسنا في وضع يسمح لنا بالتعليق على هذه القضية، التي لا تزال مستمرة".

 ومع ذلك، منذ 28 سبتمبر (أيلول) 2021، عندما أمرت النيابة العامة بمصادرة الحسابات المصرفية لشركة "جان فرانسوا إيبي" وشركة "سكاي غلوبال" و70 نطاق إنترنت تابعًا لهما، لم يتم اتخاذ أي إجراء قضائي آخر بخصوص هذه القضية.

وفي غضون ذلك، أعلن أحد المدعين في هذه القضية في بلجيكا، في الذكرى الثالثة لهجوم الشرطة الأوروبية على مستخدمي هذه الخدمة عام 2021، أنه بناء على المعلومات التي تم الحصول عليها من خوادم "Sky ACC"، تم فتح 592 قضية ضد 4439 مشتبهًا بهم، وصدرت أحكام بالسجن 1139 عامًا في 87 قضية، وتم الاستيلاء على ما يقرب من 270 مليون دولار من الأموال الملوثة من المجرمين.

وفي لائحة الاتهام الصادرة عن محكمة مينيسوتا، كلما تمت الإشارة إلى المكالمات بين شبكة زندشتي، قيل: "تظهر رسائل Sky ACC". وهذا يدل على أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تمكن من الحصول على الرسائل المتبادلة بين شبكة ناجي زندشتي واثنين من المجرمين في أميركا وكندا.

وأكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أيضًا، في تقرير لها، أن الرسائل المخترقة لخدمة الرسائل هذه قد تم تسليمها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، بالإضافة إلى الشرطة الأوروبية.

مجرمون ينتظرون المحاكمة بسبب مؤامرة تم كشفتها بالصدفة

ومع ذلك، لا تزال العديد من الأسئلة دون إجابة، بما في ذلك سؤال: متى حصل مكتب التحقيقات الفيدرالي على الرسائل المتبادلة بين شبكة زندشتي؟ ولماذا لم يقم باعتقال آدم بيرسون المجرم المتورط في هذه المؤامرة، والذي كان يعيش في الولايات المتحدة حتى طلبت كندا من الولايات المتحدة تسليمه بتهمة القتل بعد أكثر من 4 أشهر من اختراق الخوادم في فرنسا؟

وردًا على أسئلة "إيران إنترناشيونال" حول كيفية اكتشافها لهذا الهجوم المخطط، وما سبب التأخير في اعتقال العملاء المرتبطين بشبكة زندشتي، وما إذا كان لديهم إمكانية الوصول إلى خوادم الشركة في كندا، أجابت الشرطة الفيدرالية الأميركية: "لا تعليق حول هذا الموضوع".

وبحسب مصدر أمني في كندا، تحدث إلى "إيران إنترناشيونال"، فإن اعتقال آدم بيرسون في مينيسوتا ربما يكون قد نبه مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى هذه القضية، مضيفًا: "يبدو أن اعتقال آدم بيرسون في ولاية مينيسوتا، بعد طلب تسليمه من كندا بتهمة القتل الذي ارتكبه في تلك الدولة، هو مصدر اكتشاف خطة الاغتيال لشبكة زندشتي.. كان لديه هاتف محمول من نوع "Sky ACC"، والذي يُعتقد أنه وقع في أيدي مكتب التحقيقات الفيدرالي، عندما تم القبض عليه".

وتظهر وثائق المحكمة الفيدرالية، المتعلقة بالقبض على آدم بيرسون بوضوح، أنه بعد طلب كندا اعتقاله وتسليمه إلى تلك الدولة؛ أعلن مكتب المدعي العام الفيدرالي في مينيسوتا، في طلبه بتاريخ 23 يوليو (تموز) 2021 للاحتجاز المؤقت، وتسليم بيرسون إلى كندا، وفي مذكرة الاعتقال الصادرة في اليوم نفسه، ولاحقًا في الالتماس بعد أربعة أيام لعدم إطلاق سراحه بكفالة، أن جريمة بيرسون الوحيدة هي ارتكاب قتل في كندا فقط.

وأشار محامٍ وخبير في الأمن القومي في الولايات المتحدة، في حديثه لـ"إيران إنترناشيونال"، إلى إمكانية فتح ملف سري لهذه القضية في ذلك الوقت، قائلاً: "من الممكن أنه مع وصول مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى هاتف بيرسون الخلوي، وبعد الوصول إلى الرسائل المتعلقة باسم المستخدم المرتبط بهذا الهاتف في الخوادم المخترقة، اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤامرة شبكة زندشتي للقتل في ولاية ماريلاند، لكن الأمر استغرق وقتًا لاستكمال التحقيق لتقديم الأدلة التي تكفي النيابة لإصدار لائحة اتهام، ولاعتبارات أمنية لن يتم إصدار لائحة اتهام في هذه القضية حتى يناير (كانون الثاني) 2024".

وبهذه الطريقة، يبدو أنه على الرغم من الحذف التلقائي للرسائل على تطبيق المراسلة هذا، فإنه بعد إلقاء القبض على آدم بيرسون في مينيابوليس (مينيسوتا) في 26 يوليو (تموز) 2021، فإن هاتف "سكاي غلوبال" المحمول، الذي كان بحوزته قاد مكتب التحقيقات الفيدرالي للعثور على الرسائل. وتم الحصول عليها من خوادم "Sky ACC" المخترقة في فرنسا، والتي كانت لدى الشرطة الأوروبية، وبحسب تقرير "الغارديان"، تمت مشاركتها أيضًا مع "FBI".

والدليل الآخر الذي يثبت أنه على الرغم من اختراق خوادم " Sky ACC" في فرنسا، فإن الشرطة لم تلحظ خطة شبكة زندشتي للاغتيال في ولاية ماريلاند، هو ملصق تحذيري لشرطة فانكوفر في 17 مايو (أيار) 2021 (بعد 40 يومًا من وصول الشرطة الأوروبية إلى خوادم "Sky ACC" وإغلاقها) حول 6 مجرمين من بينهم داميون رايان.

وكان رئيس شرطة فانكوفر بكندا قد أعلن، في ذلك الوقت، أن هؤلاء المجرمين الستة غير مطلوبين للشرطة، ولم يصدر هذا التحذير إلا لتوخي الحذر عند التعامل معهم.

ولا تزال قضية محاولة "شبكة اغتيالات زندشتي " لارتكاب جريمة قتل في ولاية ماريلاند مفتوحة في الولايات المتحدة، وبعد تسليمه إلى كندا في فبراير (شباط) 2022، حُكم على آدم بيرسون بالسجن 8 سنوات بتهمة التواطؤ في قتل شاب بكندا عام 2019.

كما أن القضية الجنائية لـ"داميون رايان" البالغ من العمر 43 عامًا، والذي أُلقي القبض عليه في فبراير (شباط) 2022 في مقاطعة أونتاريو الكندية، وهو الآن محتجز في ولاية مانيتوبا، لا تزال مفتوحة في كندا؛ لارتكابه جريمة قتل وحيازة عدد كبير من الأسلحة غير القانونية في منزله، ولم يصدر الحكم بعد.

ومع ذلك، أكدت وزارة العدل الكندية أن معالجة طلب تسليم هذين الشخصين إلى الولايات المتحدة يمكن أن تتم بالتزامن مع الإجراءات الجنائية المحلية في كندا، وبعد انتهاء الإجراءات الجنائية وإصدار الحكم، يمكن تسليم هذين الشخصين إلى أميركا للتعامل مع التهم الموجهة إليهما في الوقت نفسه الذي يقضيان فيه مدة عقوبتهما.

وحتى نشر هذا التقرير، لم يتم نشر أي تقرير عن عملية التحقيق في قضية "شبكة اغتيالات زندشتي"، كما أن متابعة محاولة قتل هدف تحت حماية الأجهزة الأمنية الأميركية على أراضي الولايات المتحدة ظلت معلقة حتى الوقت الراهن.